وانتصف عام الخير في عالم المادة

يبدوا الخير في عالم المادة والمصلحة وكأنه غريب جاء ضيف وسينصرف ، او على اقصي تقدير هو لوحة جميلة صنعت ليتزين بها جدار البيت. بينما كان الخير في الماضي هو الشمس التي تدخل البيت فيمتلئ نور ودفئ وتنصرف معه الآفات ويتجدد معه الهواء.

فليس الخير ان تصنع سبيل ماء ليشرب الماء ، بالخير ان تصنع الشئ الذي لا يجعل هناك عطشى.

وليس الخير ان تعطي الفقير صدقة ، بالخير ان تصنع الشئ الذي يقضي على الفقر.

وليس الخير ان تساعد احدهم او تقول له خيرا ... بل ان يكون مساعدتك وقولك سبب في تغييره للأفضل.

وليس الخير في ان تقوم بعملك بوقته و آلياته ، بل الخير ان تضمن ان عملك يحقق اهدافه.

وليس الخير ان تصرف عمرك وجهدك في حماية اولادك بإحتياجاتهم ، بل الخير ان تصنع الشئ الذي يؤمن لهم ذلك وان يفتقدونك بينهم.

ببساطة ... الخير لا يبلي كما أن الديان سبحانه لا يموت 

فمتى علمت ان خيرا فعلته قد نفذ اثره و بلي أصله ... فهذا لم يكن خيرا ... لأنه لم يثمر. 

كالذى زرع شجرة يريد بها خيرا ... فإقتلعتها الرياح ، فلم تكبر حتي يستظل بها احد او تثمر فيأكل احد من ثمرتها ، بينما آخر زرع شجرة ورعاها " او بالاحري يسر الله له رعايتها " حتي كبرت فأستظل بها المارة و أكل ثمرتها الجائع ، وجاء خراجها عام بعد عام.

وفي الأمارات ... اطلق سمو الشيخ " خليفة بن زايد آل نهيان " عام 2017 كعام للخير ، وها قد انتصف العام ... فهل بدا منا الخير؟!!


فبين انشغال الجميع بمصلحهم الشخصية وسط زحام المادة و الإحتياجات ، وبين غياب الوعي الكامل لمعني الخير والعوائد منه ... لم يخرج احد بمشروعات للخير يكون من شأنها أحداث فارق (كما أشار سمو الشيخ محمد بن راشد).

بإمكان مشروعك الربحي ان يصنع خير ، و بإمكان عملك و وظيفتك ان تصنع بها خير ، بإمكانك ان تصنع بما تملك و بما اتاك الله خيرا ... خير بمفهومة الحقيقي ... خير يدوم ولا يبيلى... و تجني منه عائده ليثمر.

فقط تحتاج الى ان:

1. تضع هذا الامر في محور اهتمامك.
2. تضع فكرة مشروع خير خاص بك او بمجموعة شركاء.
3. ان تخطط كيف تنفذ المشروع و تجعله ينجح.

وأعلم ان الخير الذي تصنعه في الدنيا سيأتيك ثمرته في الدنيا قبل الاخرة.
  

0 Comments

Get in touch!

Name



Email *



Message *