نحتاج أرضه أم مدفع ؟!!


ذلك الكائن العجيب الذى يسمى الأرضة يأتى بين حين وأخر يطوف ذكره فى ذهنى وكأنه يريد أن يقول لى شىء
والأرضة ما هى إلا دويبة أو حشرة صغيرة جداً تشبه الى حد ما النمله غير أنها بيضاء ونتغذى على الخشب وما إلى ذلك ...
وعلى الرغم من انها دويبة ، إلا ويأبى الله الا وأن يعلم بها الأمم ويربيها.

هذة الأرضة هى التى عملت الجن يوماً دراساً لم ينسوه حينما قال جل وعل
 فَلَمَّا قَضَيْنَاعَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِتَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوايَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ

هكذا سلط الله دابة الأرض (الأرضة) على منسأة سيدنا سليمان ( عصاه التى كان بتأن عليها ) فنخرت العصا بنبى الله الذى قضى عليه الموت فتعلم الجن درساً... علموا أنهم لا يعلمون الغيب ولو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت النبى الذى كانوا يخافون عصيانة.
إنها أرضة تُعلم أمه من الجن
ثم يأتى بعد ذلك بالاف السنين أرضة أخرى تعلم قريشاً أنهم قوم ظلم وبور عندما حاصروا بنو عمومتهم وقاطعوهم وقاطعوا عنهم الزاد والماء وأقل متطلبات الحياة
أنظر إلى القصة التى جرت بعد ثلاث أعوام من حصار بنو هاشم و التي بدأت بين هشام بن عمرو من بنى عامر بن لؤى ، والزهير بن أبى أمية المخزومى.

يقول هشام : يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب وأخوالك بحيث تعلم ؟
الزهير: ويحك فما أصنع وأنا رجل واحد . أما والله لو كان معى رجل اخر لقمت فى نقضها؟
هشام : أنا
الزهير: أبغنا ثالث
هشام : أبو البخترى بن هشام
الزهير : أبغنا رابع
هشام : زمعة بن الأسود
الزهير: أبغنا خامساً
هشام : المطعم بن عدى

فأجتمع الخمسة عند مكان يطلق عليه الحجون وتعاقدا على القيام بنقض الصحيفة, ثم قال زهير : أنا أبدأ بها.
ثم جاء الخمسة إلى الكعبة ثم نادى زهير وقال :
ياأهل مكة , إنا نأكل الطعام ونشرب الشراب ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى .. والله لا أقعد حتى تشق الصحيفة القاطعة الظالمة
فقال أبو جهل : كذبت والله لا تشق
فقال زمعة ( أحد الخمسة) : أنت والله أكذب . ما رضينا كتابتها حين كتبت
قال أبو البخترى : صدق زمعة لا نرضى ما كتب فيها ولا نقار عليها .
ثم قال المطعم بن عدى : وكذب من قال غير ذلك نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها
فقال أبو جهل: هذا أمر قد قضى بليل نشرو فيه بغير هذا المكان

لم يكن يعلم اي من المتنازعين ان الصحيفة قد نقضت فعلاً ، فقد سلط الله الأرضة على الصحيفة فلم تترك فيها إلا ذكر الله عز وجل , و أوحى الله ذلك إلى نبيه فى الحصار فأخبر الحبيب المصطفى عمه , فخرج عم النبى من الشعب إلى قريش و أخبرهم أن أبن أخيه قال كذا وكذا ، فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه ، وإن كان صادقاّ رجعتم عن فطيعتنا وظلمنا وحصارنا ، ونقضت الصحيفة وخرج الرسول الكريم من الحصار

وتحتفى ذكر الأرضة بعد أن علمت قريشاً بأكملها أنها ظالمة وجارة على حق بنو عمو منهم  ، وكأن الله يريد أن يعلم الناس بأقل الأشياء قدراً وأكثرها حقارة فى نظرهم

وما أشبه اليوم بالبارحة ، بعد أكثرمن ألف وربعمائة عام نحتاج إلى أرضة
لم يكترث أبو جهل وحاشيته بالخمسة الذين فزعوا لنصره أخوانهم ولكن خروا أمام أرضة
وبنو اليهود اليوم لم يكترثوا أمام خمس دول ذوات علاقات معها لفك الحصار عن غزة
فهل نحتاج الى أرضة ؟!!!
التاريخ يخبرنا أن خمسة رجال منذ أكثر من ألف ربعمائة عام ، يزنون خمسة دول اليوم ذوات سيادة وأرض وسلطان

التاريخ يقول أن قريشاً تلك القبيلة المحدودة تزن اليوم دولة يهود المزعوة والدعومة من أكبر دول العالم
ولكن لا تزال الفرصة هى الأرضة
من أرضة الجن إلى أرضة قريش فأين أرضة يهود

اه يا قلمى....أما أستحييت أن تطلب النجاة من أرضة ، أخار بك العزم أن تحمل رشاشك والمدفع ؟!!
اللهم إن كان المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها عجزوا عن نصرة أخوانهم فى غزة ، فأرسل لغزة أرضة تعلم المسلمين أن رجال اليوم لا يزالون فى حاجة إلى أرضة .



0 Comments

Get in touch!

Name



Email *



Message *