تقي الدين .. ينعي خيل التاريخ

في مكتبتي .. وبين كتب التاريخ أضع نموذج منحوت لرأس حصان عربي أصيل ، كرمز لمقبرة تاريخ المسلمين ، إنه الحصان الذي لم يعد له ذكر إلا في سباقات دبي للخيول العربية الاصيلة او في التاريخ ... التاريخ الذي يجعلك تبكي حين تقرأ تفاصيله ، أحياناً تبكي على رجال ماتوا ولم يتكرروا ، او على خيانة ، او على فرصة ضاعت وبضياعها اصبحت على ما انت عليه.

دخل علي تقي الدين - ولدي الذي لم يتجاوز الـ 5 سنوات بعد -  كعادته يبحث عن من يتحدث معه و يجاريه الحديث ...
جلس تقي على الكرسي امام المكتب ونظر الى رف التاريخ بالمكتبه وقال:
أبي .. لماذا هذا الحصان حزين؟  (بابا هو الحصان ده ليه زعلان).
فقلت : على حال المسلمين ... كانوا زمان يركبونه ليعلموا الناس الخير والدين ، ولكن اليوم تركوه لهذا هو حزي.
فقال : هل تاهوا ؟ (هما تاهوا ؟!).
قلت : نعم تاهوا.
قال : اريد ان اقبله (انا عاوز ابوسه).
قولت له : قبله.

   فأحتضنه فقبله ... قلت له دعني اصورك ... وفي صدري احكي لنفسي ... لعلك يا ولدي حين تكبر تعرف انك شعرت بحزنه فقبلته ، لعلك تكون قادراً يوماً ما حين تري هذه الكلمات وتدرك ما فعلته يوم كنت صغير ، ان تزيل حزن الحصان وتعيد مجده.

   وبعد ان التقط له الصورة قلت لنفسي لو رأك احد الذين طعنوا الحصان لأهدر دمك بتهمة الكفر .. لآنك قبلت صنم !!!
لا أعرف كيف عرف تقي ان الحصان حزين ولا اعرف من أين جائه الإلهام بكلمة التيه .. لكن هذا ما حدث فوجب توثيقه.


20 مارس 2016
الساعة 6:14

0 Comments

Get in touch!

Name



Email *



Message *