إستثمار النعمة


تجاذبنا اطراف الحديث امس أنا و صديقي حول مسألة عطاء الله للناس و حكمته في العطاء ، و بدا ان هناك فكرتان متشابهان الى حد كبير و إن بدا اننا في حديثنا قد اختلفنا
هو يعتقد ان لكل منا رزقه عند ربه .. لا ينال غيره ، و انا اعتقد انه ليس للإنسان إلا ما سعى و ان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفي.
وعرض امثاله وعرضت امثالي وهكذا في حوار أسعدني كثيراً ، فقلما تجد الصديق الواعي الذي يعرض رأيه و يسمع رأيك.
ولكن لم ينتهي الامر عند هذا الحد ، فلم تستطع سفينتي القطنية ان تذهب بي في رحلة الى النوم قبل ان أحسم في ذهني قضية هامة ، وهي ... هل معني كلامي مع صديقي .. اني لا أرضي بالقمسوم لي ، ولا يسعني ما انعم الله علي من رزق ؟!!
ووجد ان الاجابة عجيبة غريبة ... و هي اني لا أرضي بقدرتي على التعامل مع نعم الله و مننه.. !!
هذه الحقيقة ... المشكلة عندي
الحقيقة الاكثر وضوحاً .. و إن غابت هي انك ايضاً مثلي ... " لا تتعلم كيف تتعامل مع منح الله لك و نعمه ... "
سأضرب مثال صغير .. لعل الامر يتضح
إذا اعطى احد لأحد هديه .. ماذا تتوقع ان يفعل بها ؟!!
في الحقيقة الذي يستلم الهديه  سيكون واحد من ثلاثة
-          إما سيحافظ عليها ويشتد حفظه لها حتي انه يخزنها ولا يستعملها مخافة ان تتلف (وهذا بخيل)
-          او سينظر اليها نظرة عدم الاهتمام ويتركها في اي مكان حيث انها ليست في دائرة إهتمامه (وهذا متكبر)
-          أو انه سيستخدمها و يفرض في إستخدامها حتي تتلف وتفسد ثم يلقيها بعيداً حيث ان وظيفتها انتهت (وهذا مهمل)
-          او انه بقدر ما يستخدم الهدية بقدر ما يحافظ عليها (وهذا الذي يؤدي حق الهدية)
كثير منا يعتقد انه كي يؤدي حق الهديه ، يجب ان يقدم مثلها او خير منها ، و لكن الحقيقة كي تؤدي حق الهدية يجب ان تستخدمها و تحافظ عليها.
هكذا الامر مع عطاء الله - ولله المثل الاعلى.
كثير من الناس يعتقد انه كي يؤدي حق النعمة التي انعم الله عليه بها عن طريق كلمات الحمد و الشكر (وهذا اقل شئ)
و البعض يري انه يؤدي حق نعمة الله عليه عن طريق الحفاظ عليها (وهذا خير و إن كان ليس كل شئ)
و قليل جداً هو من يعتقد ان حق نعمة الله تكون بالحمد والشكر اولاً والحفاظ على النعمة ثانياً واستخدامها فيما يحب الله ثالثاً وإستثمارها وتنميتها رابعاً
هذه هي الاركان الاربعة الواجبة من الانسان نحو نعمة ربه وعطائه
الحمد والشكر للمنعم
الحفاظ على نعمة المنعم
إستخدام النعمة فيما يحب الله ويرضاه
إستمار وتنمية النعمة كي لا تزول او تنتهي
فهل فكرت يوماً ان تستثمر نعم الله عليك ؟!! 


23 مارس 2016

2:45


0 Comments

Get in touch!

Name



Email *



Message *