مثلث معركة الحياة " الحب ... الوقت ... الموت "

  في ظل الحياة المتلاطمة الأمواج ، تشتد الحروب وتقوي المعارك للحصول على الاهداف ، وبصرف النظر اذا كانت قد حددت هدفك او لا ، فأنت تحارب ، على الأقل لتغطي إحتياجاتك أو طموحاتك او شهواتك. ولا تلبث ان تخرج من حرب الى اخرى ، بل ان كل معركة تسلمك التي تليها. 

  ثم تأتي تلك اللحظة - وربما لا تأتي - حين تنظر فيها الى تفاصيل ونتائج المعركة المنصرمة ... لتكتشف انك اضعت امور كثيرة في معركة لا فائدة منها ، و احيانا قد تتمني ان يعود بك الزمن لتتصرف بشكل اكبر حكمة و ذكاء و تنهي الحرب الى صالحك. 
على اي حال لقد اصبحت اكثر خبرة اذا فقط اعطيت لعقلك هدنة تتفكر فيما حدث ، و كيف اذا حدث مرة اخري تتصرف بشكل اكثر حكمة و قوة.

يمكن وراء حربك في الحياة ، وجه آخر من الجمال ، ستكون اسعد الناس عندما تكتشفه ، انه ذلك الوجه الذي افصح عنه سيدنا الخضر لسيدنا موسي ، في نهاية الرحلة التي كانت بينهما ، حين قرر سيدنا الخضر ان يفصح لموسي عن اوجه الجمال والابداع في المصائب الثلاثة التي فعلها ، كما جاء في سورة الكهف.

والقصص الثلاثة ( قصة السفينة - والغلام - والجدار ) تتحدث في مجملها عن عناصر معركة الحياة. 
فالغلام المقتول يمثل بداء بعنصر الموت الذي سيعالجه الزمن عندما يرزق الأبوين بغيره ، الذي سيكون اكثر حبا لأبويه من المقتول 

وقصة السفينة تبدا بعنصر الموت و لكن ليس لبشر انما للسفينة التي تحمل البشر ، و ما دفعه الى اغراق السفينة الا الحب الذي غاب فظهر مكانه ظلم الملك الذي يأخذ اموال الناس غصبا ، بيمنا كان حب الخير في قلب الخضر متقد ، فدفعه الى ذلك ، وما نحتاج الى الزمن الذي من خلاله يستطيع اصحاب السفينة إصلاح سفينتهم 

وقصة الجدار التي بدأت بالحب الذي دفعته لصرف الوقت كي يبني جدار في بلده اختفي منها الحب المتمثل في ضيافة الغريب ، الجدار الذي مات بموت الأبوين ، فمر الحب و الزمن ليعالج  ما خلفه الموت ، و ليمر بعد ذلك الزمن ليستخرج الولدان كنزهما من تحت الجدار. 

العجيب ... هو حالة الجهل بالغيب في معركة الحب والموت والزمن 
فلا اصحاب السفينة عرفوا من خرق لهم سفينتهم ... و لكن اغلب الظن انهم لعنوه.
ولا الابوين عرفا من قتل لهم ابنهم  .... و لكن اغلب الظن ايضا انهم لعنوه.
ولا الطفلين حين بلغا اشدهما عرفا من حافظ لهما على كنزهما ... و لكن اغلب الظن انهم لم يتذكروا ان يدعو له او يشكروه و ربما لم يأتي لهم على بال.

السؤال ... كم اضعنا من الحب والوقت حتي جاء الموت وانتهت المعركة؟

انه واقع الحياة ... الذي سيدفعك دائما الى ان تستغل الوقت الذي تعيشه في تقديم الحب للجميع حتي تموت ، حتى لو تعجب الجميع من سبب حبك او حتي لو بغضوا حبك وكرهوه. 
هنا ستجد لك في الحياة أثر ... وستنتصر في معركة الحياة.

ولا تنسي قبل ان تحب الاخرين ان تحب نفسك معهم....

0 Comments

Get in touch!

Name



Email *



Message *