الطرق الي هدف

الوصول الى أي هدف أو نقطة له ألوان متعددة من الطرق .... ربما مع البحث لا يمكن ان تُحصي كل هذا العدد من الطرق لنفس النقطة.

وهذه الطرق تتدرج في ألوانها ونواحيها من الابيض السهل حتي تصل الى الاسود المستحيل، مروراً بألوان عدة منها الشاق والصعب والقحل والكسول و........ الخ.

لذا تجد كل واحد منا له نظرته وطريقته في الوصول لنفس الهدف أو النقطة وهنا يظهر التحاسد بين الناس ، بل والحيرة ... كيف وصل لنفس الهدف بسهولة عني؟ ... هذا ما يطلق عليه التوفيق والقبول.

فهناك شخص موفق مقبول وهناك آخر غير موفق !!!

ما اريد ان ارمي له هو ما الذي جعل احدهم موفق والآخر لا ... بغض النظر عن نسبية النظرات والآراء ... فرما من تراه انت موفق يراه غيرك عكس ذلك!! 

يبدو ان للأمر مقدمات ... 

فكل هدف او نقطة حصلت عليها بنجاح تجعلك في حالة إجابية من الفرح والسعادة ، ومن سنن الطبيعة ان كل موجب يجذب اليه شحنات سالبة ، بالتالي فإن حالة الفرح والسعادة التي تحدث بالرغم من كونها صفات إيجابية الا انها قد تجذب اليها صفات سلبية مثل التفاخر والغرور والتعالي والمباهاة بما ناله من نجاح.

وكل ذلك سيؤدي الى حالة من العمى عن أفضل طريق للوصول الى النقطة التالية ، فيجد نفسه يحاول الوصول للهدف التالي ولكن الطريق صعب ... 

ما حدث هو ان العقل والنفس انشغلا بنشوة النصر عن دراسة افضل طريق للهدف التالي و ظنوا بغرور ان افضل طريق للهدف التالي هو نفسه ذلك الطريق الاول الذي ادي بنا للهدف الاول.

هنا يصاب الانسان بحالة سليبة كالاحباط واليأس والغضب ليمر بعدد من المحاولات الاخري وبطرق مختلفة الى ان يصل للهدف مرة أخرى ... ومع احترامي لأينشتاين .... إلا ان هذا هو التعريف الصحيح للغباء. 

لأن الذكاء في هذه الحالة هو الجلوس والعودة الى العقل ليدرس ما هي الطريقة الأسهل للوصول للهدف. وليس تكرار المحاولات بطريقة مختلفة.

اي انه كان من الواجب أن يستغل تلك الصفات السلبية ليجتذب اليه مجموعة من الصفات الأيجابية مثل مراجعة الأمر و دراسته وتعلم الجديد.

هنا تكمن أحد مظاهر قدرة الله 

فمخطئ من ظن أن قدرة الله مقتصرة فقط في تسيير الامور و التوفيق للأسلم و الاصلح بشكل سحري و تدخل الهي مباشر - فزمن المعجزات انتهى - بل ان قدرته سبحانه تخطت العقول ، وما ألتمس منها الان انه وضع هذا النظام من تداول السلبيات والايجابيات في طريق الحياة وكأنها سُنة كونية ... الامور تتبدل والايمان يزيد و ينقص ، وليس النصر ولا الهزيمة حكر على احد. 
هذه السنه التي وضعها الله هو وحدة القادر علي الحفاظ عليها او إقافها ... وأتحدي ان يقوم احد بوقف التجاذب بين الموجب والسالب في الطبيعة.

حتي ان هذا النظام يضمن تغيره بحكمة الاهية عجيبة ... فما كان اليوم سهلاً قد يصبح غداً درب من المستحيل ، وقد يرجع ذلك الى ان الناس لما تكالبوا على السهل حتى أستحال.

فعلى الانسان ان يبقي ذو شحنة متعادلة دائماً ... ينظر بعقله في كل الامور ويتفكر ... فلا يحزن على ما فاته ، ولا يفرح بما آتاه.
فالاولي من الفرح بالنجاح شكر النعمة وشكر المنعم والأولى من الحزن على الفشل الاستغفار والاسترجاع لأسباب الفشل.

هذا الكلام لمن يري هدفه ويسعى له بمختلف الطرق ... فما بالك بمن لم يحدد هدف بعد !!!!

0 Comments

Get in touch!

Name



Email *



Message *